مادة كيماوية محددة بالمخ تزيد من مخاطر الاكتئاب

التسميات

مسؤولة أيضاً عن تنظيم الشهية وضغط الدم

أثبتت دراسة أمريكية حديثة أن الاكتئاب لا يؤثر في جميع الأشخاص بنفس القدر، فالأشخاص المعرضون لإفراز مقدار ضئيل من مادة كيماوية محددة بالمخ والتي تنظم عملية الشهية والضغط قد يواجهون مخاطر أعلى للإصابة باكتئاب حاد.

وقال أستاذ الطب النفسي بجامعة ميتشيغان جون كار زوبيتا: "لقد تمكّنا من تحديد العلامة الحيوية، وهي التنوع الجيني التي ترتبط بزيادة مخاطر الإصابة بالاكتئاب، وقد تبدو هذه طريقة أخرى مختلقة عن الأهداف السابقة في بحوث الاكتئاب مثل السيروتونين والدورامين والنورأبينفرين".

فالأشخاص الذين ينتجون مقداراً أقل من جزيئات البيتيدات العصبية بالمخ المعروفة بـ"NPY" لديهم استجابات أقوى للمخ للمنبهات السلبية والاستجابات النفسية للآلام الجسدية.
وقد استخدمت الدراسة ثلاث طرق مختلفة، ففي الأولى قسَّم الباحثون المشاركين إلى ثلاث مجموعات وفقاً لقلة أو متوسط أو ارتفاع إفراز جزيئات البيتيدات العصبية في المخ، ثم قاموا بالاستعانة بأشعة الرنين المغناطيسي لمتابعة نشاط المخ، بينما يشاهد المشاركون كلمات مختلفة بعضها محايدة مثل "مادي" وبعضها سلبي مثل "قاتل" وثالثة إيجابية مثل "مفعم بالألم".

وقد أظهر الأشخاص الذين ينتمون للمجموعة الأولى التي لديها نسبة منخفضة من الـNPY للكلمات السلبية تفاعلاً قوياً في قشرة الجبهة الأمامي التي تختص بالعاطفة، بينما الأشخاص الذين لديهم نسبة عالية من الـNPY أظهروا استجابة أقل".

وفي التجربة الثانية، قام الباحثون بالنظر إلى كيفية وصف الأشخاص لمشاعرهم قبل وبعد تحدٍّ ضاغط تمثل في حقنهم بمحلول ملحي في عضلات الفك مسببة ألماً متوسطاً لـ20 دقيقة.

فالمجموعة التي لديها نسبة منخفضة من الـNPY كانت استجابتهم سلبية قبل وبعد الألم، بما يعني أن مشاعرهم تأثرت أكثر أثناء مرورهم بالألم وعند استعادة خبراتهم بعد التجربة مباشرة.

وفي النهاية، أقدم الباحثون على اختبار النوع الجيني الـNPY للأشخاص الذين يعانون اضطرابات كآبة قوية، ووجدوا أنه بالمقارنة بمجموعة التحكم فإن الأشخاص الذين يعانون مستوى منخفضاً من الـNPY مثلوا بشكل زائد في المجموعة التي تعاني الإحباط.

وبيَّن كاتب الدراسة أن هذه الخصائص الجينية يمكن قياسها عند أي شخص، وأنه يأمل في ذلك للمساعدة في تقييم مخاطر إصابة الشخص بالاكتئاب والقلق.

والاكتئاب هو شعور الإنسان بالحزن والكدر واليأس وفقدان الاهتمام وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء سار أو ممتع، فمريض الاكتئاب يفقد الرغبة في الشهية والإحساس بكل ما كان يشتهيه المرء من قبل، بل لا يجد طعماً أو لذة لأي شيء في الدنيا، وذلك حسب ما ذكر في مواقع متخصصة بأخبار الطب والصحة.

وتوجد عدة أنواع من الاكتئاب تنتج عن اضطرابات الهرمونات مثل اكتئاب سن اليأس، أو الاكتئاب بسبب بعض الأمراض العضوية، أو نتيجة تناول أدوية معينة مثل دواء الريزربين ومشتقاته، أو في حالات الإصابة بمرض عصبي مثل الشلل الرعاش أو تصلب شرايين الدماغ.