Muere Mansur Escudero - الداعية الاسباني منصور ايسكوديرو في ذمة الله

توفى صباح أمس الأحد بضواحي مدينة قرطبة بإسبانيا الداعية الإسلامي ورأس المسلمين باسبانيا وصاحب موقع   webislam  الذي هو اكبر موقع اسلامي ناطق بالإسبانية، ورئيس اللجنة الإسلامية باسبانيا والرئيس السابق للفدرالية الإسبانية للهيئات الدينية الإسلامية والكاتب العام السابق للمجلس الإسلامي في اسبانيا الذي يعد أعلى هيئة تشمل المسلمين رسميا أمام الدولة الإسبانية وصاحب مواقف دعوية متميزة بخصوص الحوار الحضاري بين العالم الإسلامي والغرب.
والدكتور منصور عبد السلام ايسكوديرو هو طبيب في الطب العقلي والعصبي والنفسي والعضوي، وفي طب الأعشاب والطب البديل، وأستاذ غيور على دين الإسلام في إسبانيا والناشر لعدد وافر من المطبوعات الإسلامية والمجلة الشهيرة verdeislam .
فقد باغتته المنية بمنزله  - دار السلام- بثغر المدور من أحواز قرطبة، وسيدفن اليوم الإثنين  بعد حياة حافلة في الإسلام، حيث قضاها منذ اسلامه  حوالي 1977 إلى الآن معرفا بالإسلام بلسانه وقلمه، ومنظما لعدد كبير من الملتقيات والندوات فاتحا منزله للوافدين عليه لتعلم الملة السمحاء مع خلق جم وادب رفيع وزهد وورع ، كما يقول عنه صديقه الشيخ علي الريسوني في رسالة تعزية توصلت هسبريس بنسخة منها، " يكفيه رحمه الله أن إحدى زوجتيه الطبيبة صبور ماتت شهيدة لما اغتيلت في ظروف مشبوهة بدافع الإنتقام من حيويتها ونشاطها الإسلامي، فظل صابرا مرابطا لاتلين قناته ولا تضعف ارادته رابط الجأش ثابت القدمين، راسخ الإيمان لايتزحزح ولا يتململ، ولا يساوم في دينه  إلى أن قضى الله برحيله من دار الفناء إلى منزل البقاء موحدا لله تعالى مؤمنا ومقرا بشهادة أن لاإله إلا الله محمد رسول الله، قرير العين بذريته التي تعدت العشرة من البنين والبنات أصلحهم الله وأنبتهم نباتا حسنا، وثبتنا وإياهم على كلمة التوحيد إلى أن نلقى الله مؤمنين تائبين طائعين آمين والحمد لله رب العالمين"
وكان الراحل له علاقة جد وثيقة بالمغاربة وعلى وجه الخصوص صديقه الشيخ علي الريسوني، حيث كان يزوره منذ اعتناقه الإسلام في مدينة شفشاون من حين لآخر ضمن أنشطة دعوية متعددة ومناسبات اسلامية شتى، وآخر مرة زار فيها المغرب ونزل في مدينة شفشاون كانت في شهر يونيو 2010 لما نظمت جمعية الدعوة الإسلامية بشفشاون ملتقى فكريا بالإشتراك مع تكويني اكاديمي تابع للجامعة الوطنية للتربية عن بعد في مدريد، حيث عقدت الندوة في مجمع محمد السادس الذي تشرف عليه بلدية المدينة .
وفي يونيو 2009 كان حضر في ملتقى فكري مماثل عقد في مقر عمالة شفشاون بالإشتراك مع التكوين الجامعي المذكور .
وفي يونيو 2008 حضر النسخة الأولى من ذلك الملتقى مع التكوين المشار إليه، وقد تميزت تلك النسخة الأولى بحضور الأستاذ عبد الوهاب ابن منصور مؤرخ المملكة المغربية ومحافظ ضريح محمد الخامس ومدير الوثائق الملكية وعضو اكاديمية المملكة المغربية .
والأستاذ ابن منصور رحمه الله انتقل إلى عفو الله بعد أن نشر في مجلة الوثائق الملكية نص الملتمس الذي وقعه الراحل المنوه به هنا الدكتور منصور عبد السلام ايسكوديرو بجانب توقيع ممثل التكوين الجامعي المشار إليه وتوقيع الشيخ علي الريسوني وهو ملتمس للملك محمد السادس يُطلب فيه التفضل بإنشاء ( المعهد الملكي للثقافة الأندلسية بشفشاون) .
والفقيد الدكتور منصور عبد السلام كانت له علاقة جد وثيقة بمجموعة من العاملين في حقل الدعوة الإسلامية مثل الدكتور عبد السلام الهراس ومع جمعية رابطة العالم الإسلامي حيث كانوا يزورنه مرارا واستدعاهم إلى إسبانيا أكثر من مرة لانشطة عدة تهم العمل الإسلامي بشكل عام.
وبهذه المناسبة الحزينة يقدم الشيخ علي الريسوني العزاء لأسرة الفقيد والعالم الإسلامي حيث يقول" فعزاء للعالم الإسلامي في فقدان هذا الداعية الكبير وعزاء لعارف فضله في كل من الولايات المتحدة وفرنسا واسبانيا وأمريكا اللاتينية وأمريكا الوسطى وكذا في كل من المغرب وموريتانيا ومالي والنيجر والجزائر وليبيا ومصر وقطر والإمارات العربية المتحدة وغيرها من البلدان".
وبموته يضيف صديقه الشيخ علي الريسوني" تغمد الله الدكتور منصور عبد السلام برحمته، فبموته تفقد الدعوة الإسلامية في الاندلس والعالم الناطق بالإسبانية أحد أهم الدعاة إلى الله بالمنهج المعتدل وبالحكمة والموعظة الحسنة وبالنموذج الطيب إذ كان شملنا الله وإياه بعفوه ومغفرته كثير الأسفار التي وصلت به إلى أقصى القارة الآسيوية وماليزيا وأقطار متنوعة وجعلت المهتمين بالتعريف بالإسلام يتصلون به على الدوام لما يعرفون عنه من اطلاع واسع على ديننا الكريم".